والثاني: افتقارهم إليه واحتياجهم (١) إلى الرزق الذي خلقه لهم وجعله قِواما لأجسامهم.
ولذلك ينبغي أن يكون المعنى عاما في جميع ولد آدم، فبه يكون التمدح التام, واقتصاره على بعضهم مما يبطل المعنى المقصود في هذه (ق.١٤١.أ) الآيات.
والآية الأولى: مستقلة بنفسها في الذكرى، وكونها تنفع المؤمنين.
والآية الثانية غير مرتبطة بها، فلا معنى لذلك القول، وإنما حكيناه ليوقف عليه.
وإذا (٢) تبين بما تقدم أن الآية لا يصح تخصيصها بوجه، لم يبق إلا أن تكون عامة، فلنذكر الأقوال في تعميمها، ومنها ما نسبه المفسرون إلى قائله، ومنها ما لم ينسبوه إلى أحد، كقولهم:
وقيل معنى الآية: وما خلقت الجن والإنس إلا لآمرهم بعبادتي (٣).
وقولهم: وقيل معناه: ما خلقتهم إلا لأستعبدهم واختبرهم (٤).
وهذان القولان لما كان معناهما عاما من حيث إن الله تعالى أمر الناس كافة بطاعته، ووُجد فيهم أيضا الاستعباد والتسخير والابتلاء، قال ذلك من قاله.
(١) في (ب): حاجتهم.
(٢) في (ب): فإذا.
(٣) نسبه القرطبي لعلي والزجاج (١٧/ ٥٥)، واختاره ابن كثير (٤/ ٢٣٩).
(٤) حكاه القرطبي (١٧/ ٥٦).