تعالى قال في عيسى بن مريم - عليه السلام -: {وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ... وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} آل عمران:٤٥ (٤٦.
فأخبر عنه أنه من المقربين وأخبر عنه أنه من الصالحين، فإذن دخول الصالحين في المقربين لا نكرة فيه علينا.
وقد كنا قلنا ذلك أولا من تلقاء أنفسنا ثم وجدنا هذه الآية بحمد الله حجة لنا.
ومقام كل صنف من النبيين والصديقين والشهداء كأنه مسلم، إذ لا يشكل أمره.
ومقام الصالحين قد يظن من لا تحصيل عنده أنه مقام من ظهر عليه بعض صلاح من المريدين، وليس كذلك، بل الصالح في لسان الشرع إنما يطلق على المتقي الخاشع الذي لا يذنب بالقصد، وإن كانت له ذنوب من صغائر فتكون قليلة متبددة، وتكون معفوا عنها لإذهاب الحسنات لها.
ولولا فضيلة لفظ الصالح في الشرع لم تطلق على الأنبياء عليهم السلام، فقد تقدم قوله تعالى في عيسى: {وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} آل عمران: ٤٦.
وقال في إبراهيم - عليه السلام -: {وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} العنكبوت: ٢٧.
وقال في لوط: { ... وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} الأنبياء: ٧٥.
وقال في يونس: {فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِين َ} القلم: ٥٠.