الفخار المالقي، الذي استجلبه المنصور إلى مراكش ليسمع بها عليه، سنة ثمانين وخمسمئة.
وأبو عبد الله هذا، وصفه الحافظ الذهبي في "تذكرة الحفّاظ": "بالحافظ الإِمام الأوحد" (١).
وقال فيه ابن الأبار: "كان صدرًا في حفّاظ الحديث، مقدمًا في ذلك، معروفًا بسرد المتون والأسانيد، مع معرفته بالرجال وحفظ الغريب، سمع منه جلّة، وحدّث عنه أئمة، واعترف له بالحفظ أهل زمانه" (٢).
ومن الذين لازمهم ابن القطان في تحصيله العلمي، وكان من علماء المغرب النابغين في علوم الحديث، أبو عبد الله محمد بن طاهر الحسيني الشريف الصقلي الحافظ المغربي الكبير الذي قال فيه ابن عبد الملك:
"وكان راوية للحديث، حافظًا لمتونه، بصيرًا بعلله، عارفًا برجاله، مشرفًا على طبقاتهم وتواريخهم" (٣).
وبتتبع ابن القطان مجالس مثل هذين العالمين الجليلين، يكون قد أخذ علم الحديث عن أهله المشهورين بالحفظ والإِتقان. . ولم يكن نبوغه فيه عن طريق المطالعة كما قال الحافظ الذهبي في ترجمته، بل كان نبوغه في جميع العلوم، ومنها علوم الحديث، عن طريق ملازمته للشيوخ الكبار الذين وصفهم الحافظ الذهبي نفسه بالحفّاظ.
وقد تعرض شيخنا الدكتور إبراهيم بن الصديق لهذا الموضوع في أطروحته، واستوفى فيه البحث تحت عنوان: "الحافظ الذهبي وابن القطان"
(١) تذكرة الحفّاظ: ٤/ ١٣٥٥.
(٢) التكملة: ٢/ ٥٤٧.
(٣) الإِعلام بمَن حل بمراكش: ٣/ ٧٩، نقلًا عن: الذيل والتكملة.