عبد الحكم (١)، وابن وهب، وكذا هو في "المجموعة" (٢)، وكذا قال سحنون: وروي عن أشهب: يغسل أحد الزوجين صاحبه مجرداً.

وهذا قد يمكن أن يكون معناه: من غير نظر إلى العورة، فلا يكون خلافاً لمذهب مالك، وكذلك ما روى موسى (٣) عن ابن القاسم من قوله: ولا بأس أن يغسل الرجل مَن يحلّ له، مثل: أمته وأم ولده ومدبّرته كالزوجة من غير ضرورة. يمكن أن يجعل قول مالك في أنه لا يرى العورة، ووجه ذلك: أن الإستمتاع قد بطل بالموت، فلا يحل الإطلاع من الرجل على عورة المرأة، ولا

(١) عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن الليث: يكنى أبا محمد، سمع: مالكاً، والليث، وبكر بن مضر، وعبد الرزاق، والقعنبي، وغيرهم، وعنه: ابن نمير، وهارون بن إسحاق، وابن المواز، وغيرهم، قال أبن عبد البر: كان رجلاً صالحاً، ثقة متحققاً بمذهب مالك، وقال الكندي: كان فقيهاً، وقال أبو زرعة الرازي: هو صدوق ثقة، وقال الشيرازي: وإليه أفضت الرئاسة بمصر بعد أشهب، ومن مصنفاته: "المختصر الكبير"، و"المختصر الأصغر"، و "المختصر الأوسط"، و"كتاب الأهوال"، و "كتاب القضاء في البنيان"، مات -رَحِمَهُ اللهُ- سنة أربع عشرة ومئتين، وهو ابن ستين سنة (انظر: المدارك: ٢/ ٥٢٣)، خلف أربعة أبناء علماء فقهاء، وهم: عبد الحكم بن عبد الله أبو عثمان، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم أبو عبد الله، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم أبو القاسم، وأبو عمر سعد بن عبد الله بن عبد الحكم. انظر ترجمة هؤلاء الأربعة في: المدارك: ٣/ ٦٠ - ٧١.
(٢) "المجموعة": لابن عبدوس محمد إبراهيم بن عبدوس بن بشير، من أئمة وقته، ورابع المحمّدين الأربعة (محمد بن عبد الحكم، وابن المواز، وابن عبدوس/ وابن سحنون) وكتاب "المجموعة" يضم نحو خمسمين كتاباً، ويذكرون أن المنية أعجلته قبل تمامه، توفي -رَحِمَهُ اللهُ- سنة ستين ومئتين. انظر: المدارك: ٣/ ١١٩.
(٣) أبو جعفر موسى بن معاوية الصمادحي: مولى آل جعفر بن أبي طالب، سمع من: وكيع بن الجراح، والفضهيل بن عياض، وعلي بن مهدي، وطبقتهم، كما سمع من ابن القاسم وغيره، وعنه: سحنون، وعامة أهل إفريقية، وابن وضّاح، وأحمد بن يزيد القرشي، وكان محدث إفريقية، وقال سحنون: ما جلس في الجامع منذ ثلاثين سنة أحق بالفتوى منه، وكان سحنون يجله ويعظمه، كان يغلب عليه الحديث والرواية، توفي -رَحِمَهُ اللهُ- سنة خمس، وقيل: سنة ست وعشرين ومئتين.