وكذلك لا حاجة بنا أيضًا إلى ما:
٢٥٠ - روي عن عائشة - رضي الله عنها -، من أنها شوَّفت (١) جارية لها فطافت بها، وقالت: "لعلنا نصيد بها بعض شباب قريش".
فإنه لم يصحَّ عنها، لأنه من رواية وكيع، عن العلاء بن عبد الكريم، عن عَمَّار بن عمران رجل (من رانَ إليه عن امرأة فهم عنها) (٢).
وهذا غاية في الضعف للجهل بمَن هم فوق وكيع (٣)، فاعلم ذلك.
(١٦٣) - مسألة: الرجل إذا خطب امرأة، هل يجوز له أن يقصدها معرضًا لها محاسنه (التي) (٤) لا يجوز له إبداؤها إليها، إذ لم تكن مخطوبة، ويتصنع لها (بلباسه) (٥) وسواكه (وكحله) (٦) وخضابه ومشيته وركبته؟ أم لا يجوز له من ذلك، إلا ما كان جائزًا بالنسبة إلى كل امرأة؟:
فهو موضع نظر، والظاهر جوازه إن لم يتحقق في المنع منه إجماع.
أما إذا لم تكن مخطوبته (ويتعرض) (٧) بنفسه ذلك التعرض للنساء، فلا يجوز له، لأنه تعرُّض للفتن وتعريض لها، ولولا الظاهر ما أمكن أن يُقال بذلك في المرأة التي تخطب، على (أنه) (٨) لم يجزم فيه (بالجواز) (٩)، والله أعلم.
(١) أي: زينتها، والحديث لم أقف عليه إلا في النهاية في، "غريب الحديث" لابن الأثير ومَن تبعه كـ"لسان العرب".
(٢) كذا في الأصل، ولم أقف عليه.
(٣) لم أقف على العلاء بن عبد الكريم، ولا على عمَّار بن عمران.
(٤) في الأصل: "اللاتي"، وهو تصحيف، والصواب ما أثبته.
(٥) كذا في "المختصر"، وفي الأصل: "بلبسه".
(٦) كذا في "المختصر"، وفي الأصل: "ولحيته".
(٧) كذا في "المختصر"، وفي الأصل: "ويتصنع".
(٨) كذا في "المختصر"، وفي الأصل: "انا".
(٩) في الأصل: "الجواز"، والتصويب من "المختصر".