قال النخعي، وعبد الله بن عبيد بن عمير، وابن أبي مليكة، وشهر بن حوشب (١)، والحسن البصري، ومجاهد.
وقال قتادة: ذكر لنا أنهن فاتحة الكتاب، وأنهن يثنين في كل قراءة. وفي رواية: في كل ركعة مكتوبة أو تطوع.
واختاره ابن جرير، واحتج بالأحاديث الواردة في ذلك، وقد قدمناها في فضائل سورة «الفاتحة» في أول التفسير، ولله الحمد» (٢).
وعن علي أبي طالب -رضي الله عنه- قال: «السبع المثاني: فاتحة الكتاب» (٣).
وحسبك باختيار حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس، وكذلك باختيار على بن طالب -رضي الله عنهم-.
ولاريب أن أصحاب هذا القول قد أصابوا، لأن قولهم قد ثبت تأويله وتفسيره في الحديث الثابت الصحيح، والسنة مبينة ومفسرة لمجمل القرآن كما سيأتي في بيان دلالة السنة.
وأما دلالة السنة:
فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه فسرها بسورة الفاتحة؛ وذلك لما ثبت وصح عند البخاري من حديث سعيد بن المعلَّى -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فسرها له بقوله: «الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُه» (٤). فيكون بذلك العدد المذكور في الآية مُنصَرَفه إلى عدد آيات السورة الكريمة.
(١) شهر بن حوشب أبو سعيد الأشعري الشامي. كان من كبار علماء التابعين، حدَّث عن مولاته أسماء، وعن أبي هريرة، وعائشة، وابن عباس. وشهر تُكلِّم فيه كثيرًا.
قال الألباني -رحمه الله-: «وشهر ضعيف»، وقال عنه: «يهم». أحكام الجنائز ١ - ٢٢٥.
وقال -رحمه الله-: «وهو سيء الحفظ لا سيما وقد خالف جميع الثقات فيه … » (الإرواء ٤ - ١٤٣).
(٢) تفسير ابن كثير (٤/ ٥٤٧).
(٣) جامع البيان للطبري (١٧/ ١٣٣).
(٤) أخرجه البخاري وقد سبق تخريجه قبل قليل.