حمدتُ بها ربِّي تبارك وتعالى، قال: «أما إن ربك -عز وجل- يحب أن يُحمد». زاد في رواية: «ولم يستزده على ذلك» (١).
يقول ابن المبرد الحنبلي (٢):
احمد لربِّك في أُمُورك كُلِّها … وافزع إليه في الصعاب يحُلُّها
واقرع بكفِّ الذُّلِّ بابَ عطائه … مَن في الوُجُود سوى الإله يبُلُّها
وقوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)}، العالمين جمع عالم، والعالم جمعٌ لا مفرد له من لفظه، وكل ما سوى الرب سبحانه وتعالى عالم، وكل منا واحدٌ من هذا العالم.
و (الرَّبُّ) هو المالك والصاحب والمتصرف في ملكه، المدبر لشؤون خلقه من الخلق والرزق وتدبير جميع أمورهم وإصلاح شأنهم ورعايتهم، فلفظ الربّ يطلق على تلك المعاني جميعًا.
وكلمة الرب: إذا أطلقت فإنها تكون علمًا على الذات الإلهية، ولا يجوز ولا يصلح إطلاقها أبدًا إلا على الرب العظيم جل في علاه، ولكن يجوز إطلاقها على غيره سبحانه من خلقه بشرط أن تكون مقيدة بالإضافة تقول: رب الدابة، ورب البيت، ونحو ذلك، ومنه قول عبد المطلب بن هاشم جد النبي -صلى الله عليه وسلم- في خبره مع أبرهة
(١) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (٧٧٤٥)، وأحمد (٣/ ٤٣٠)، والطبراني في الكبير (٨٢٠)، والحاكم (٣/ ٦١٤) والزيادة له وقال: صحيح الإسناد! ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في الصحيحة (٣١٧٩).
(٢) ابن المِبْرَد (يوسف بن حسن)، (٨٤٠ - ٩٠٩ هـ) يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن بن عبد الهادي الصالحي، جمال الدين، ابن المبرد، علَّامة متفنن، من فقهاء الحنابلة، من أهل الصالحية، بدمشق ينظر ترجمته في: شذرات الذهب (٨/ ٤٢)، والضوء اللامع. والمبرد هذا يعرف أيضا: بابن عبد الهادي وهو غير ابن عبد الهادي الجماعيلي الصالحي، وهو غير المبرد (النحوي، اللغوي) (ت ٢٨٦ هـ)، محمد بن يزيد بن عبد الأكبرأبو العباس، ولد سنة (٢١٠ هـ)، شيخ أهل النحو وحافظ علم العربية. ينظر ترجمته في: تاريخ بغداد (٣/ ٣٨٠)، تاريخ دمشق (٥٦/ ٢٤٦)، سير أعلام النبلاء) ١٣/ ٥٧٦).