واسم {الرَّحْمَنِ}: يدل على صفة ذاتية لله تعالى، وهو سبحانه رحمن موصوف بتلك الصفة العظيمة الخاصة به سبحانه دون سواه من خلقه.
واسم {الرَّحِيمِ}: يدل على صفة فعلية للرب جل في علاه، وهي صفة فعلية مبناها على خصوص رحمته التي يرحم بها من يشاء من خلقه، وهي أخص بعباده المؤمنين تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (٤٣)} الأحزاب.
وهما اسمان مشتقان من الرحمة، والرحمن اسم ووصف لا يُسمَّى ولا يوصف بهما غير الله تعالى أبدًا، واسم الرحمن فيه مبالغة أشد من اسم الرحيم؛ لأن الرحمن متعلق برحمته سبحانه العامة التي تشمل عموم خلقه مؤمنهم وكافرهم برّهم وفاجرهم، كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)} طه فذكر صفة استوائه على العرش مقرونة باسمه الرحمن ليعم بتلك الرحمة العامة عموم خلقه من مؤمن وكافر وبرّ وفاجر، فكما أنهم عمهم عرشه، فتعمهم كذلك رحمته.
أما الرحيم، فهذه رحمة خاصة بالمؤمنين قال ربنا: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (٤٣)} الأحزاب وقد نص على ذلك جمع من أهل التفسير، وهو كذلك مأثور عن بعض السلف، وذكر الاسمين الكريمين {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} بعد قوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)}، فيه تنبيه أن تلك الربوبية مبناها على الرحمة.
ومما سبق يتبين أن اسما: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} اسمان ثابتان لله على الحقيقة لا المجاز، وقد دل عليهما النقل والعقل والحس، فلا يُلتفت لمن أنكر تلك الصفة العظيمة وأولها إلى الإفضال والإحسان والإنعام وإرادة الله تعالى ذلك بخلقه، فالحمد لله على نعمة الهداية للحق، ونعوذ بالله من الغواية بعد الهداية.
وقوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)}.
والمراد بيوم الدين هنا يوم الحساب والجزاء على الأعمال، ففيه معنى الإقرار