وعلم المناسبات منهم مَن مدحه مدحًا مطلقًا، ومنهم مَن ذمَّ وعاب من دخل فيه متكلفًا.
ومن العلماء المادحين المؤيدين
أبو بكر النيسابوري -رحمه الله-، وهو من أبرز من اعتنى بعلم المناسبات، وبرهان الدين البقاعي، والفخر الرازي، والزركشي صاحب البرهان، والسيوطي صاحب الإتقان، وفي صدد ذلك يقول الفخر الرازي: «أكثر لطائف القرآن مودعه في الترتيبات، والروابط» (١)، ويقول أيضًا: «علم المناسبات علم عظيم أُودِعَت فيه أكثر لطائف القرآن وروائعه» (٢).
ويقول بدر الدين الزركشي: «من محاسن الكلام أن يرتبط بعضه ببعض، لئلا يكون منقطعًا، وهو مبني على أن ترتيب السور توفيقي، وإذا اعتبرت افتتاح كل سورة وجدته في غاية المناسبة؛ لما خُتمت به السورُ قبلها، ثم هو قد يخفى تارة، ويظهر أخرى» (٣).
وفي صدد ذلك يقول الغُماري الحسني:
علمُ التناسب للسور … علمٌ جليلٌ ذو خطر
قد قلّ فيه الكاتبون … كما قدْ عزَّ المُستطر (٤)
عرض آراء العلماء المعارضين لعلم المناسبات ومناقشتها:
والمعارضون له وإن كانوا قلة إلا أن رأيهم محل أخذ ورد ونظر لمن أعمل فكره واعتبر وادَّكر.
فقد ذكر الزركشي -رحمه الله- في: (البرهان) تحفُّظ عز الدين عبد السلام على القول
(١) السيوطي: الإتقان (٢/ ١٠٨)، الزركشي: البرهان (١/ ٣٦، ٢/ ٥٢٣).
(٢) الزركشي: البرهان (١/ ٣٥).
(٣) نفس المرجع السابق (١/ ٣٥) وبعدها.
(٤) الغماري: جواهر البيان (٢ (.