يثبتون صانعًا.
والثاني: أن يعتقد وحدانيته؛ ليكون مباينًا بذلك من أهل الشرك الذين أقروا بالصانع، وأشركوا معه في العبادة غيره.
والثالث: أن يعتقده موصوفًا بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفًا بها من العلم، والقدرة، والحكمة، وسائر ما وصف به نفسه في كتابه» (١).
٤ - قال ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله-: «التوحيد يتضمن ثلاثة أنواع:
أحدها: الكلام في الصفات.
الثاني توحيد الربوبية: وهو بيان أن الله خالق كل شيء.
الثالث توحيد الإلهية: وهو استحقاق أن يُعبد وحده لا يُشرك له» (٢).
٥ - قال الجرجاني الحنفي -رحمه الله-: التوحيد ثلاثة أشياء: معرفة الله تعالى بالربوبية، والإقرار بالوحدانية، ونفي الأنداد عنه جملة» (٣).
فهذه جملة من أقوال العلماء حيث قسموا التوحيد إلى ثلاثة أنواع، وذلك باعتبار تعلقه بالرب -عز وجل-، وذلك بالاستقراء في أدلة الشرع» (٤)، ولذا كان هذا البيان ردًا على من زعم أن هذا التقسيم تقسيم محدث لم يكن عليه عمل المسلمين من قبل.
القسم الأول: توحيد الربوبية.
وهو توحيد الله بأفعاله سبحانه وتعالى، ومعناه: إفراد الله تعالى بأفعاله من الخلق والملك والتدبير والرزق والإحياء والإماتة وجلب النفع ودفع الضر وغير ذلك، فيعتقد المؤمن أن الله تعالى لا شريك له في ربوبيته.
وهذا يعني الإقرار بأنَّ الله سبحانه وتعالى هو ربّ كل شيءٍ وخالقه ومليكه، وأنّه
(١) الإبانة لابن بطة (٢/ ١٧٢ - ١٧٣).
(٢) شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي (١/ ٢٣).
(٣) التعريفات للجرجاني (ص: ٩٩).
(٤) ينظر: منتدى السعادتين- منيب المدني. بتاريخ (١٩/ ١٢/ ٢٠١٣ هـ).