بيان معنى الإلحاد
و «الإلحاد: الميل وترك القصد، يقال: لحد الرجل في الدين وألحد: إذا مال، ومنه اللحد في القبر؛ لأنه في ناحية، وقرئ «يلحدون» وهما لغتان، والإلحاد في أسمائه -سبحانه يكون على ثلاثة أوجه: إما بالتغيير كما فعله المشركون فإنهم أخذوا اسم اللات من الله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان، أو بالزيادة عليها بأن يخترعوا أسماء من عندهم لم يأذن الله بها، أو بالنقصان منها بأن يدعوه ببعضها دون بعض ومعنى» (١).
الأدلة على صحة مذهب السلف (٢):
طريقة السلف الصالح أهل السنة والجماعة هي الطريقة الواجبة في أسماء الله وصفاته، وهي الأسلم والأعلم والأحكم، وليس هناك طريقة أخرى صحيحة في هذا الباب، باب الأسماء والصفات إلا طريقتهم في إثباتها وإمرارها كما جاءت، وقد دل على ذلك أدلة كثيرة منها:
١ - أن طريقة السلف دل عليها الكتاب والسنة: فمن أدلة الكتاب قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٨٠)} الأعراف، وقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} الشورى، وقوله: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} الإسراء: ٣٦.
فالآية الأولى: دلت على وجوب الإثبات من غير تحريف، ولا تعطيل؛ لأنهما من الإلحاد في أسمائه -عز وجل-.
والآية الثانية: دلت على وجوب نفي التمثيل، والآية الثالثة: دلت على وجوب نفي الكيفية، وعلى وجوب التوقف فيما لم يرد إثباته ولا نفيه.
(١) فتح القدير، للشوكاني (١/ ٥١٥).
(٢) ينظر: منهاج السنة (٢/ ٥٦١)، وفتح ربِّ البرية، (ص ١٩ - ٢٤)، والأسماء والصفات في معتقد أهل السنة والجماعة (ص ٢١٣ - ٢٢١)، ودعوة التوحيد للشيخ محمد خليل هراس (ص ١٩ - ٢٤).