يستدل بما علم من صفاته وأفعاله على ما يفعله ويشرعه من الأحكام؛ لأنه لا يفعل إلا ما هو مقتضى أسمائه وصفاته؛ فأفعاله دائرة بين العدل، والفضل، والرحمة، والحكمة.
١١ - أن من انفتح له هذا الباب باب الأسماء والصفات انفتح له باب التوحيد الخالص، الذي لا يحصل إلا للكُمّل من الموحدين.
١٢ - زيادة الإيمان: فالعلم بأسماء الله وصفاته من أعظم أسباب زيادة الإيمان، وذلك لما يورثه في قلوب العابدين من المحبة، والإنابة، والإخبات، والتقديس، والتعظيم للباري جل وعلا {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (١٧)} محمد.
١٣ - أنَّ مَن أحصى تسعة وتسعين اسمًا من أسماء الله دخل الجنة، قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة» (١).
كان هذا البيان لأقسام التوحيد من الأهمية بمكان لكون البحث متعلق بتك القضية الأم-قضية التوحيد-، وليكون البحث كامل الأركان تام البنيان، وكذلك زُيِلت آياتهُ بأقول أئمة التفسير لكون البحث متعلق بسورة من سورة القرآن الكريم، فلا يخرج عن كونه بحثًا في التفسير.
ولعل في هذا كفاية والحمد لله رب العالمين.
ثالثًا: تقرير التوحيد بأنواعه الثلاثة كما ورد في السورة الكريمة.
١ - تقرير التوحيد في السورة جملة.
إن المتأمل في ثنايا آيات السورة الكريمة يتضح له عيانًا موضوعها الرئيس ألا وهو تقرير التوحيد بأنواعه وأقسامه الثلاثة، وهو الهدف من سياق تلك السورة الكريمة، التي يتبين فيها استحقاق الله تعالى للمحامد كلها، ووصفه تعالى بصفات الجلال والكمال التي تقرر توحيد الأسماء والصفات، والإقرار له بعموم الربوبية، والاعتراف بعظمته وسعة ملكه، إقرار ذل وخضوع واعتراف له سبحانه بالملك التام، بملكه
(١) البخاري (٢٧٣٦)، ومسلم (٢٦٧٧).