كما قال تعالى: {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣)} البقرة.
ولقد أخفى الله علم وُقُوعِها عن الخلق، فلا يعلم أحد من الخلق وقت وقوعها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (١٨٧)} الأعراف.
وختامًا:
فإن دلالة الكتاب والسنة على وجوب الإيمان باليوم الآخر وما ورد فيه جملة وتفصيلًا أكثر من تحصى لكثرة ما ورد في تقرير وجوب الإيمان به، وقد كثُرت نصوص الوحيين في ذكر اليوم الآخر وأطواره ومراحله، كما تضافرت تلك الأدلة في الرد على منكري البعث ووقوع الجزاء والحساب بأدلة قامعة لكل معاند، رادعة لكل جاحد، زاجرة لكل مكابر، كما بيّنت أدلة الوحيين زيف وافتراء حججهم الواهية وردتها بأدلة لا تدع مجالًا للشك أبدًا، كما مرّ بيانه تكرارًا ومرارًا.
«والفطرة السليمة تدل عليه وتهدي إليه، ولا صحة لما يزعمه الضالون من أن العقول تنفي وقوع البعث والنشور، فإن العقول لا تمنع وقوعه، والأنبياء لا يأتون بما تحيل العقول وقوعه، وإن جاؤوا بما يحير العقول، ولذلك قال علماؤنا: الشرائع تأتي بمحارات العقول، لا بمحالات العقول» (١).
رابعًا-بعض أسماء يوم القيامة:
إن الأسماء إذا كثرت وتعددت فإنما يدل ذلك على شرف المُسمَّى، ولليوم الآخر أسماء كثيرة جدًّا.
ولقد «سمى الله ذلك اليوم الذي يحل فيه الدمار بهذا العالم، ثم يعقبه فيه البعث والنشور للجزاء والحساب بأسماء كثيرة، وقد اعتنى جمع من أهل العلم بذكر هذه
(١) القيامة الكبرى. د. عمر الأشقر (ص: ٧٣).