٤ - أصل الدين مبني على أصلين عظيمين
(العبودية-والاستعانة)
قد سبق في المبحث الأول من هذا الفصل-أعني: (الفصلَ الرابع) بيان: -
١ - التعريف بالعبودية ومفهومها في اللغة والاصطلاح.
٢ - ثم بيان قسميها بشيء من الإيجاز.
٣ - ثم التعريج على بيان حقيقتها.
٤ - ثم بيان تقرير العبودية لله في السورة الكريمة.
والمقصود من بيانه في هذا المبحث أن أصل الدين مبنى على (العبودية-والاستعانة).
أولًا: العبودية، في قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، وبيان أن تحقيق العبودية هي الغاية من خلق القلق.
والله تعالى قد خلق المكلفين من الثقلين لمهمة عظيمة وغاية جليلة، ألا وهي عبادته جل في علاه، خلقهم ليعبدوا وهو غني عنهم غنى تام، وهم فقراء إليه سبحانه فقرًا تامًّا.
كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)} الذاريات «أي: إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس -رضي الله عنه-: {إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} «أي: إلا ليقروا بعبادتي طوعًا أو كرهًا»، وهذا اختيار ابن جرير.
وقال ابن جُرَيْج: «إلا ليعرفون».
وقال الربيع بن أنس: {إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} أي: «إلا للعبادة» (١).
(١) تفسير ابن كثير (٧/ ٤٢٥)