وقال في وصف عبوديته وإيمانه: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (٨١)} الصافات، وقال في وصف عبوديته وشكره: {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (٣)} الإسراء، وقال في حقه وحق لوط واصفًا عبوديتهما وصلاحهما -عليهما السلام-:
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (١٠)} التحريم.
وفي وصف أبي الأنبياء وخليل الرحمن كما قال تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (٨١)} الصافات: ٨١، وقال في وصفه أيضًا ووصف بعض النبيين من ذريته: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (٤٥) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (٤٦) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (٤٧) وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ (٤٨)} ص.
وقال في وصف كليمه موسى بن عمران ووصف أخيه هارون: {إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٢٢)} الصافات.
وقال في وصف بيان أول ما نطق به عيسى ابن مريم -عليه السلام- في المهد أنه: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} مريم: ٣٠، وقال عنه أيضًا: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ} النساء: ١٧٢.
وقال في حقه أيضًا: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (٥٩)} الزخرف.
«فجعل غايته العبودية لا الإلهية كما يقول أعداؤه النصارى» (١).
ج-عبودية عموم المرسلين
والعبودية كذلك هي أعظم وأجل وصف لخيرة الله من خلقه الذين اصطفاهم الله لرسالاته وليكونوا سفراءه بينه وبين خلقه، وهم رسله الكرام عليهم الصلاة والسلام.
قال -عز وجل-: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا … لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١)} الصافات، فنسب عبوديتهم له
(١) مدارج السالكين (١/ ١٠٢ - ١٠٣).