بِمُؤْمِنِينَ (٨)} البقرة.
وقال جل في علاه في وصفهم أيضًا: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (٢٠٤)} البقرة.
ومن الحجج والبينات الصريحة على اشتراط التصديق بالجنان مع الإقرار باللسان ومن اشتراط الصدق في الشهادة ما ثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا من قلبه؛ إلا حرمه على النار» (١).
هذا جزاء من قالها صدقًا من قلبه، وبمفهوم المخالفة أن من قالها كاذبًا غير صادقٍ في قوله، لا يدخل الجنة، بل هو من أهل النار.
الشرط السادس: الإخلاص المنافي للشرك، وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك والنفاق والرياء والسمعة.
فيخلص العبد لربه جميع عباداته القولية والفعلية، وإذا صرف شيئًا منها لغير الله، لأي مخلوق كائنًا من كان، لملك مقرب أو لنبي مرسل، أو لولي من الأولياء، أو لجني، أو لوثن، أو لأي أحد من دون الله تعالى فقد أشرك بالله تعالى وانتفى عنه الاخلاص.
كما قال تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (٢) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} الزمر: الآيتان: ٢ - ٣.
وقال سبحانه: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} الزمر: ٣.
وقال سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} البينة: ٥.
ومن السنة ما ثبت في الصحيحين وفي مسند أحمد من حديث مَحْمُودُ بْنُ رَبِيعٍ (٢)
(١) أخرجه البخاري (١٢٨)، ومسلم (٣٢).
(٢) محمود بن الربيع بن سراقة بن عمرو أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- وعقل منه مجة مجها في وجهه من بئر في دارهم، وهو يومئذ ابن أربع سنين. وحدث عن: أبي أيوب الأنصاري، وعتبان بن=