الضّلال وهو الرّشاد والبيان، لازم ومتعدّ، يقال: هداه اللّه الطّريق وهي لغة الحجاز. ولغة غيرهم يتعدّى بالحرف فيقال: هداه إلى الطّريق وللطّريق أي: بيّنه له وعرّفه به.
وهداه اللّه إلى الإيمان وللإيمان أي: أرشده إليه.
وهُدِيَ هَدْيَ فلانٍ سار سيرته، وهدى فلانًا تقدّمه. وهدى الشّيء تهدية وهو لا يهدّي إلّا أن يُهدى: أي: لا يقدر أن ينتقل عن مكانه إلّا أن ينقلوه.
ومعنى لا يهدّي: لا يهتدي. والهدى: مؤنّث ويذكّر، يقال: هو على الهدى، وسل اللّه الهدى: أي: الدّلالة على الرّشاد. والهدى: النّهار أيضًا» (١).
وقال الجرجانيّ: «الهداية الدّلالة على ما يوصّل إلى المطلوب» (٢).
وقيل: «هي سلوك طريق يوصّل إلى المطلوب. والملاحظ هنا أنّه أضاف قيد «التّوصيل إلى المطلوب» وحذف قيد «كونها بلطف» وقد جمع المناويّ بين كلّ من الرّاغب والجرجانيّ فقال: الهداية: دلالة بلطف إلى ما يوصّل إلى المطلوب». (٣)
ولا شك أن في شمولية تعريف المناوي لتعريفي الراغب والجرجاني جميعًا أوضح في دلالة معنى الهداية لغة وأبين في الوصف، و «الدلالة بلطف» تدل على هداية الدلالة والإرشاد، و «الوصول إلى المطلوب» فيها إشارة إلى الهدف المنشود من معرفة الصراط، وهذا متضمن لهداية الإرشاد أيضًا، ومن ثم السير عليه والثبات عليه، وهو متضمن لدلالة التوفيق والإلهام.
٢ - الهداية اصطلاحًا:
قال أبو البقاء الكفويّ -رحمه الله-: «الهداية هي الدّلالة على طريق من شأنه الإيصال (إلى المطلوب) سواء حصل الوصول بالفعل في وقت الاهتداء أو لم يحصل» (٤).
(١) مقاييس اللغة لابن فارس (٦/ ٢٤ - ٤٣)، والمفردات للراغب (ص: ٥٤٠).
(٢) التعريفات للجرجاني (٢٧٧).
(٣) التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (ص: ٣٤٣).
(٤) معجم الكليات للكفوي (ص: ٩٥٢).