أي: «ولو أنهم فعلوا ما يؤمرون به وتركوا ما يُنهون عنه لكان خيرًا لهم أي: من مخالفة الأمر وارتكاب النهي، {وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا}: أي: «وأشد تصديقًا» (١)، {وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا} أي: من عندنا، {أَجْرًا عَظِيمًا}: يعني: الجنة، ولهديناهم صراطًا مستقيمًا أي: في الدنيا والآخرة» (٢).
٥ - لزوم طاعة الله وأداء فرائضه.
قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (١٨)} التوبة وعسى تفيد الرجاء، وهي من الله الكريم المنان واجبة الوقوع.
خامسًا: بيان طريق الهداية
والهداية إنما تكون للإسلام والسنة:
وحقيقة الهداية إنما تكون هداية للإسلام، هداية للاعتصام بالكتاب والسنة والتمسك بهما وفهمهما بفهم السلف الصالح من الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين وتابعي التابعين، عقيدة ومنهاجًا وشريعة وأخلاقًا، علمًا وفهمًا وعملًا، وهو طريق الفرقة الناجية والطائفة المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة.
والهداية لهذا السبيل، هي الهداية لسبيل النجاة والتي لا يوفق لها إلا من أحبه الله واصطفاه واجتباه من عباده الأخيار الأطهار.
قال قتادة: «ما أدري أيُّ النعمتين عليّ أعظم إذ أخرجني من الشرك إلى الإسلام، أو عصمني في الإسلام أن يكون لي فيه هوًى؟!» (٣).
وعن مجاهد قال: «ما أدري أيُّ النعمتين عليّ أعظم، أن هداني للإسلام، أو عافاني
(١) قاله السدي.
(٢) ابن كثير (٢/ ٣٥٥).
(٣) الطبقات لابن سعد (٧/ ١١٣)، شرح أصول الاعتقاد (ص: ٣٣٠).