وقد ثبت عند الترمذي وغيره من حديث عدي بن حاتم -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون» (١).
يتبين مما سبق بيانه أن المغضوب عليهم اليهود وكل من شابههم.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: كان السلف، سفيان بن عيينة وغيره، يقولون: «من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى» (٢).
ثانيًا: التعريف باليهود واليهودية.
١ - اليهود لغة
يقول ابن منظور في لسان العرب مادة هـ و د: «الهود: التَّوْبَةُ، هادَ يَهُودُ هوْدًا وتَهَوَّد: تابَ: ورجع إِلى الحق، فهو هائدٌ.
وقومٌ هُودٌ: مِثْلُ حائِكٍ وحُوكٍ وبازِلٍ وبُزْلٍ؛ قال أَعرابي: إِنِّي امرُؤٌ مِنْ مَدْحِهِ هائِد، وفي التنزيل العزيز: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} الأعراف: ١٥٦.؛ أَي: تُبْنا إِليك، وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير وإِبراهيم النخعي.
قال ابن سيده: عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى رجعنا، وقيل: معناه تبنا إِليك ورجعنا وقَرُبْنا من المغفرة؛ وكذلك قوله تعالى: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ} البقرة: ٥٤؛ وكما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا} البقرة: ٦٢؛
قال: المُتَهَوِّد المُتَقَرِّبُ.
قال شمر: المُتَهَوِّدُ المُتَوَصِّلُ بِهَوادةٍ إِليه؛ قاله ابن الأَعرابي.
والتَّهَوُّدُ: التوبةُ والعمل الصالح.
والهَوادَةُ: الحُرْمَةُ والسبب.
(١) البخاري (١٤١٣)، ومسلم (١٠١٦).
(٢) مجموع الفتاوى (١٣/ ٣١٢)، الاقتضاء): ١/ ٦٧ (.