«واليهودية ديانة يبدو أنها منسوبة إلى يهود الشعب، وهذه بدورها قد اختلف في أصلها، وقد تكون نسبة إلى يهوذا أحد أبناء يعقوب، وعممت على الشعب على سبيل التغليب» (١).
واليهودية: مصطلح حادث يطلق على الديانة الباطلة المحرفة عن الدين الحق الذي جاء به موسى -عليه السلام-.
ولعل هذا هو التعريف الصحيح لليهودية، ومن خلاله يتبين الخلل في بعض التعريفات التي تقول: إنها الدين الذي جاء به موسى -عليه السلام-. أو: إنها دين موسى -عليه السلام-.
وهذا خطأ؛ إذ موسى -عليه السلام- لم يجئ باليهودية، وإنما جاء بالإسلام -بمفهومه العام- الذي يعني الاستسلام لله وحده؛ فهو دين جميع الأنبياء من لدن نوح إلى محمد -عليهم السلام-.
قال الله -عز وجل- عن إبراهيم -عليه السلام-: {مَا كَانَ … إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ … حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٦٧)} آل عمران.
وقال -تبارك وتعالى- عن موسى -عليه السلام-: {وَقَالَ مُوسَى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ … مُسْلِمِينَ (٨٤)} يونس.
وقال عن عيسى -عليه السلام-: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٥٢)} آل عمران.
فهذا هو الإسلام العام الذي جاء به جميع الأنبياء.
أما الإسلام الخاص فهو: شريعة القرآن التي جاء بها محمد -صلى الله عليه وسلم- (٢).
وهذا الإسلام الخاص يشترك مع كافة الشرائع بالتوحيد والأصول، ويختلف في تفصيل بعض الشرائع.
ومن خلال ما مضى يتبين أن اليهودية ديانة باطلة محرفة عن الدين الحق الذي جاء به موسى -عليه السلام- (٣).
(١) الموسوعة الميسرة للندوة العالمية للشباب الإسلامي.
(٢) التدمرية لابن تيمية (١٧٥ - ١٩٦).
(٣) رسالة في الأديان والفرق والمذاهب لمحمد الحمد (٦٢/ ٦٣).