وجزاء من وحد الله: (عند الموت).
فمن حقق التوحيد وعاش عليه ختم له بخاتمة السعادة.
«فالتَّوحيد مفتاحُ دعوة الرُّسل، وهو أوَّل ما يُدْخَلُ به في الإسلام، وآخر ما يُخْرَجُ به من الدُّنيا، قال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ» (١).
فهو أوَّل واجبٍ وآخرُ واجبٍ، فالتَّوحيد أوَّل الأمرِ وآخرُه».
وجزاء من وحد الله في الآخرة: «النجاة من النار دار البوار».
ثبت في الصحيحين من حديث عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنْصارِيَّ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «فإن اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ» (٢).
ومما يدلل على ذلك أيضًا ما ثبت عند البخاري من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان غلامٌ يهوديٌّ يخدم النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فمرض، فأتاه النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: «أَسْلِم»، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أَطِعْ أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-؛ فأسلمَ.
فخرج النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ» (٣).
وكذلك جزاء مَن وحَّدَ الله في الآخرة: الفوز بالجنة.
عن أبي موسى الأشعريّ أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أَبْشِرُوا وَبَشِّرُوا مَنْ وَرَاءَكُمْ، أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ صَادِقًا بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» (٤).
وختامًا فإن التوحيد سبب النجاة من الخلود في النار، فقد تواترت الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الموحدين يخرجون من النار خلافًا للخوارج والمعتزلة.
(١) مدارج السَّالكين (٣/ ٤٤٣) (بتصرف)، والحديث أخرجه أبو داود (٣١١٦) من حديث مُعَاذِ ابْنِ جَبَلٍ، وصحَّحه الألباني -رحمه الله- إرواء الغليل (٣/ ١٤٩).
(٢) أخرجه البخاري (٧٧)، ومسلم (٣٣).
(٣) البخاري (١٢٩٠).
(٤) أحمد (١٩٥٩٧) وقال محققه: حديث صحيح.