اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (٦)} الفتح.
قال ابن القيم -رحمه الله-: «فلم يجمع على أحد من الوعيد والعقوبة ما جمع على أهل الإشراك، فإنهم ظنّوا به ظنّ السوء حتى أشركوا به، ولو أحسنوا به الظنّ لوحّدوه حقّ توحيده» (١).
وقال أيضًا: «فالشرك ملزوم لتنقّص الربّ سبحانه، والتنقّص لازم له ضرورة، شاء المشرِك أم أبى، ولهذا اقتضى حمدُه سبحانه وكمال ربوبيته ألا يغفره، وأن يخلّدَ صاحبَه في العذاب الأليم ويجعله أشقى البرية، فلا تجد مشركًا إلا وهو متنقّص لله سبحانه» (٢).
١١ - والشرك يفسد العقول، فالمشركون من أفسد الناس عقولًا، وقد قال الله فيهم: {وَقَالُوا لَوْ … كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ … نَعْقِلُ مَا كُنَّا … فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ … (١٠)} الملك.
تأَمّل في نبات الأَرض وانظر … إلى آثار ما صَنع المليكُ
عيونٌ من لُجَينٍ فاتراتٌ … على أَحداقها ذهبٌ سَبِيك
على قُضُب الزَّبَرْجَدِ شاهدات … بأَنَّ الله ليس له شريكُ» (٣)، (٤) ا. هـ.
وبذلك ينتهي الفصل الأول- والحمد لله رب العالمين.
(١) المرجع السابق (١/ ٩٩).
(٢) إغاثة اللهفان (١/ ١٠١).
(٣) الأبيات لأبي نواس، وينظر: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (١/ ٩٤٣).
(٤) وينظر: عرفة بن طنطاوي، عناية الإسلام بتربية الأبناء كما بينتها سورة لقمان، (ص: ٥٣١) وما بعدها، رسالة ماجستير تحت الطبع، الجامعة الإسلامية العالمية -القاهرة-.