قراءة السبعة غير ابن عامر، وهي في قراءة ابن عامر ليست من القرآن لأنه قرأ {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} بغير واو، وهي محذوفة في مصحف أهل الشام، وقس على هذا.
وبه تعرف أنه لا إشكال في كون البسملة آية في بعض الحروف دون بعض، وبذلك تتفق أقوال العلماء» (١) انتهى.
وختامًا:
فلم يتعرض الباحث لبسط أدلة الفريقين، أي: القائلين بقرآنية البسملة، والقائلين بعدم قرآنيتها (أعني: في الفاتحة على وجه الخصوص)؛ لأنها معروفة ومبسوطة في مواضعها، ولعل ما ذُكِرَ آنفًا فيه الغنية والكفاية ولاسيما في قولي شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ رشيد رضا، وما خُتِمَ به البحثُ من قول العلَّامة الفقيه الأصولي المفسر محمد الأمين الشنقيطي.
ويلخص الباحث ما توصل إليه فيما يلي
١ - الخلاف في قرآنية البسملة في الفاتحة خلاف له قدره من حيث قوة أدلة الفريقين.
٢ - لم يرتفع الخلاف -لدى الباحث- في قرآنية البسملة في الفاتحة خاصة-نفيًا أو إثباتًا- وذلك لاعتبار أدلة الفريقين.
٣ - أن القول بأن الصحابة -رضي الله عنهم- أثبتوا البسملة في المصحف في أوائل السور عدا «براءة»، مع إجماعهم على تجريده المصحف عن كل ما ليس بقرآن، فيه دلالة قوية إن لم تكن قاطعة على قرآنية البسملة، وأنها آية مستقلة، قول قوي جدًّا له وجهته وصوابه، وقد قال به جمع من العلماء، كما مرَّ معنا.
٤ - لا يكفر من أثبت البسملة ولا من نفاها، وسواء قيل بالقطع في النفي أو الإثبات، فذلك لا يمنع كونها من موارد الاجتهاد التي لا تكفير ولا تفسيق فيها للنافي
(١) مذكرة في أصول الفقه (ص ٦٦، ٦٧).