قال تعالى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} الشورى: ٤٣
وقال سبحانه: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} ... الشورى: ٤١ (١)
٤ - وقيل: (أحسنها) هو أشبه ما تحتمله الكلمة من المعاني إذا كان لها احتمالات، فتحمل على أولاها بالحق وأقربها إليه. (٢)
وهذا الأخير هو الذي ذهب إليه الحسين واختاره، واختياره هذا يدل على أن ... (أحسن) عنده هنا على بابها للتفضيل.
قال تعالى {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} الأعراف: ١٦٣.
٣٢ سمعت الحسين بن محمد بن الحسن سمعت إبراهيم بن محارب بن إبراهيم سمعت أبي يقول: سألت الحسين بن الفضل هل تجد في كتاب الله الحلال لا يأتيك إلا قوتاً (٣).
والحرام يأتيك جزفاً (٤) جزفاً؟.
قال: نعم في قصة داود وتأويله:
{إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ}.
الكشف والبيان للثعلبي (٥) / ٢٩٦ (٦)
(١) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٢/ ٣٧٥.
(٢) البحر المحيط ٤/ ٣٨٧، و ينظر: زاد المسير ٣/ ٢٦٠.
(٣) القوت: ما يمسك الرَّمق من الرزق وقات يَقُوتُ قَوْتاً وأنا أقُوتُه أي أعُولهُ برزق قليل. العين ٣/ ٤٤٠/ ٤٤١ و ينظر: تهذيب اللغة ٣/ ٣٠٦٨.
(٤) الجزف: هو الأخذ بكثرة ينظر: لسان العرب (جزف) والجزف بوزن الضرب وأخذ الشيء مجازفة وجزاف. مختار الصحاح (جزف). والقياس جزافٌ. العين ١/ ٢٣٩، و ينظر: التهذيب ١/ ٥٩٩.
(٥) وافقه القرطبي في تفسيره ٧/ ٢٦٩ والسيوطي في الإتقان ٤/ ٤٣ ولم يذكر (في قصة داود وتأويله) و ينظر: كتاب الأمثال الكامنة في القرآن الكريم للحسين بن الفضل ص: ٤١.
(٦) ت: ابن عاشور.