سورة التوبة
قال تعالى {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥)} التوبة: ٥
٣٥ قال الحسين بن الفضل (نُسِخَت بهذه الآية كل آية في القرآن فيها الإعراض والصبر على أذى الأعداء).
الكشف والبيان للثعلبي (١) ص: ٤٩ (٢).
الدراسة
النسخ في اللغة: إزالة شيء بشيء يَتَعَقَّبُهُ، كنسخ الشمس الظِّلّ والظلِّ الشمسَ، فتارة يُفهم منه الإزالة، وتارة يفهم منه الإثبات، وتارة يفهم منه الأمران (٣).
ومعناه عند المتقدمين - السلف - البيان (٤)
فيشمل تخصيص العام، وتقييد المطلق، وتبيين المجمل، ورفع الحكم بجملته وهو ما يعرف عند المتأخرين - بالنسخ.
قال ابن القيم: " قلت: مراده ومراد عامة السلف بالناسخ والمنسوخ: رفع الحكم بجملته تارة - وهو اصطلاح المتأخرين - ورفع دلالة العام والمطلق والظاهر وغيرها تارةً، إما بتخصيص أو تقييد أو حمل مطلق على مقيَّد وتفسيره وتبيينُه، حتى إنهم يسمون الاستثناء والشرط والصفة نسخاً، لتضمن ذلك رفع دلالة الظاهر وبيان المراد، فالنسخ عندهم وفي لسانهم هو: بيان المراد بغير ذلك اللفظ بل بأمر خارج عنه ومن تأمل كلامهم رأى من ذلك فيه مالا يحصى وزال عنه إشكالات أوجبها حمل كلامهم على الاصطلاح الحادث المتأخر " (٥)
والنسخ اصطلاحاً: رفع الحكم الثابت بخطاب متقدم، بخطاب متراخ عنه. (٦)
(١) وافقه البغوي في تفسيره ٢/ ٢٥١، والقرطبي في تفسيره ٨/ ٦٩/ ٧٠.
(٢) ت: جمال بن محمد ربعين، ج: أم القرى.
(٣) مفردات الراغب ص:: ٤٩٢، وينظر: لسان العرب (نسخ).
(٤) ينظر: معالم أصول الفقه للدكتور محمد الجيزاني ص: ٢٥٤ ويراجع في هذا: الاستقامة ١/ ٢٣ ومجموع الفتاوى ١٣/ ٢٩، ٢٧٢.
(٥) إعلام الموقعين ١/ ٢٩.
(٦) روضة الناظر ١/ ٢٨٣. وللاستزادة في النسخ وما يتعلق به: يراجع: معالم أصول الفقه ٢٥٤ - ٢٧٢. للدكتور الجيزاني.