قال الحسين بن الفضل: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} يعني الجنة كما آتى المؤمنين قال تعالى: {وَمُلْكًا كَبِيرًا} الإنسان: ٢٠.
{وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} من الكفار وأهل النار).
ففسر الملك الذي يؤتيه من يشاء بملك الجنة، وقد ذكر الله تعالى هذا الملك في سورة الإنسان في قوله {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (٢٠)} الإنسان: ٢٠
ب - في قوله تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} البروج: ٣
قال الحسين بن الفضل: (الشاهد: هذه الأمة، والمشهود: سائر الأمم. بيانه: قوله سبحانه {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} البقرة: ١٤٣ ففسر الشاهد بأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- والمشهود عليهم هم سائر الأمم، وذلك مصداق قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}. لا يخفى أنه في المثال اعتمد على ربط المعنى من جهة السياق.
٢ ـ جمع النظائر القرآنية (١):
ويتجلى هذا في قوله تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} الفاتحة: ٦.
قال الحسين بن الفضل: الهدى في القرآن على وجهين:
الوجه الأول: هدى دعاء وبيان، كقوله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} الشورى: ٥٢ وقوله: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} الرعد: ٧ {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} فصلت: ١٧
والوجه الثاني: هدى توفيق وتسديد، كقوله تعالى: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} النحل: ٩٣ وقوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} القصص: ٥٦.
(١) المراد بالنظائر القرآنية: الألفاظ التي تكون على معنى واحد، وترد في أكثر من آية، ولا يكون في ذكر الآية مع قرينتها بيانٌ لمعنىً خفيٍّ في الآية الأولى، وإلا كان ذلك من قبيل تفسير القرآن بالقرآن.