سورة النور
قال تعالى {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٣٢) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} النور: ٣٢ - ٣٣
٥٩ قال الحسين بن الفضل: (في الآية تقديم وتأخير تقديرها: وأنكحوا الأيامى منكم إن أردن تحصناً)
الكشف والبيان للثعلبي (١) / ٩٩ (٢)
الدراسة
مرَّ سابقاً أسلوب التقديم والتأخير، وشُرِح بما يغني عن إعادته.
قوله تعالى {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ}
يقول تعالى ذكره: وزوِّجوا أيها المؤمنون من لا زوج له من أحرار رجالكم ونسائكم ومن أهل الصلاح من عبيدكم ومماليككم. (٣)
وفي معنى الأيامى، قال الجوهري: " والأيامى: الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء .. ، لأن الواحد رجل أيِّمٌ سواء كان تزوَّج من قبل أو لم يتزوج، وامرأة أيّم أيضاً، بكراً كانت أو ثيباً ". (٤)
(١) وافقه البغوي في تفسيره ١/ ٢٩٨، وذكر نحوه القرطبي في تفسيره ١٢/ ٢٣٢، والشوكاني في فتح القدير ٤/ ٣٧.
(٢) ت: ابن عاشور.
(٣) تفسير الطبري ١٨/ ١٥٠.
(٤) الصحاح (أيم) و ينظر: تفسير ابن كثير ٣/ ٢٨٦.