وهو عجب حقيقي يليق بالله سبحانه وتعالى.
والتعجب كما يدل على بغض الفعل كقوله {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} الرعد: ٥ وقوله {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢)} فقد يدل على محبة الله للفعل (١) وقد يدلّ على غير ذلك. (٢)
ومن المهم معرفته أن العجب نوعان:
أحدهما: أن يكون صادراً عن خفاء السبب على المتعجب فيندهش له ويستعظمه ويتعجب منه، وهذا النوع مستحيل على الله لأنه لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى
الثاني: أن يكون سببه خروج الشيء عن نظائره أو كما ينبغي أن يكون عليه مع علم المتعجب، وهذا هو الثابت لله تعالى. (٣)
قال ابن تيمية: " فلا يجوز عليه أن لا يعلم سبب ما تعجب منه، بل يتعجب لخروجه عن نظائره تعظيماً له. والله تعالى يعظم ما هو عظيم، إما لعظم سببه أو لعظمته .. ولهذا قال تعالى {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} على قراءة الضم، فهنا هو عجب من كفرهم مع وضوح الأدلة ". (٤)
وبعد هذا البيان في وجوب الإيمان بهذه الصفة لله تعالى.
أقولُ إن قول الحسين هذا يدل على قراءته (عجبتُ) بالضم، وقد ذكر أن العجب في لغة العرب الإنكار وهذا يصح لغةً، لكن جعله تفسيراً لصفة العجب التي اتصف الله بها، هذا لا يجوز، فنثبت أن الله يعجب عجباً حقيقياً يليق بجلاله وعظمته، ومن لوازمه تعظيم الشيء ولذا نقول: إنَّ تفسير هذه الصفة بلازمها قول يخالف النص، ويخالف طريقة السلف، وليس عليه دليل صريح والتعبير بالإنكار هروب من معنى مشكل في عقولهم وللأسف وقعوا في معنى مشكل مثله وهو الإنكار.
والله أسأل أن يثبتنا ويهدينا.
(١) بدائع الفوائد ٤/ ٨ مع شيء من التصرف
(٢) ينظر: بدائع الفوائد ٤/ ٨، وقواعد التفسير ٢/ ٧٩١ - ٧٩٣.
(٣) ينظر: شرح لمعة الاعتقاد للشيخ ابن عثيمين ص: ٦٠، يراجع: شرح العقيد الواسطية له ٢/ ٢٦.
(٤) مجموع الفتاوى ٦/ ١٢٣.