أ - في قوله تعالى {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} الشعراء: ٧٧.
قال الحسين بن الفضل: (يعني إلا من عبد ربَّ العالمين).
ب- في قوله تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} الشورى: ٥٢.
قال الحسين بن الفضل: (أي ما كنت تدري ما الكتاب ولا أهل الإيمان، وهو من باب حذف المضاف؛ أي من الذي يؤمن؟ أبو طالب أو العباس أو غيرهما).
ج-في قوله تعالى {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} الجاثية: ٢٤
قال الحسين بن الفضل: (مجازه: فإن الله هو مُدهر الدُّهور)
د ــ في قوله تعالى {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} الإنسان: ٨ قال الحسين بن الفضل: (على حب إطعام الطعام).
ولا يخفى مما سبق أن الحسين ـ رحمه الله ـ استخدم هذا الأسلوب في تفسيره لبعض الآيات.
٤ - أسلوب التقديم والتأخير (١):
ولعلَّ هذا الأسلوب هو أوسع الأساليب استخداماً في تفسيره للآيات القرآنية كما في الأمثلة التالية (٢):
(١) أسلوب التقديم والتأخير من الأساليب البلاغية التي يستعملها الفصحاء في كلامهم، ولعله لا يجري تحت قاعدة مطردة، وعليه ينبغي الحذر عند الكلام في هذا الباب فيوضح ما تبين دونما تكلف، ولا يجوز أن يحمل كلام الله مالا يحتمل؛ لأنَّ البعض من المفسرين أولعوا بحمل بعض الآيات على هذا الأسلوب ولو أن معناها واضحٌ مرتبٌ لا يحتاج إلى الأخذ به، وأخشى من خلال دراسة أقوال الحسين أنَّه ممن يستعمل هذه الطريقة في بعض الآيات، وسيأتي مزيد بحث وبيان لهذا الأسلوب، وكيف استخدمه الحسين أثناء الدراسة بإذن الله.
(٢) وينظر: النور (٣٢، ٣٣) فاطر (٨)، النجم (١٩، ٢٠).