الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصَّالحات والصَّلاة والسَّلام على النَّبيِّ المصطفى المرسل رحمةً للعالمين وخاتم النّبيِّين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فقياماً بالواجب العلمي الذي تصديت له فتحمَّلتُه، حاولتُ بقدر الاستطاعة جمع ودراسة أقوال الحسين بن الفضل في التفسير.
وكان من أهم نتائج هذا البحث الأمور التالية:
• أن الحسين بن الفضل ـ رحمه الله ـ عاش في عصر اتسم بالتفكك والاضطراب من الناحية السياسية والاجتماعية، أما من الناحية العلمية فقد كان عصراً مزدهراً بالعلم والعلماء وخاصة في موطنه (نيسابور) حيث العلماء متوافرون، والمدارس منتشرة، والمساجد تغص بحِلق العلم، حتى كانت نيسابور تُقْصد لطلب العلم مما كان له أكبر الأثر على الحسين بن الفضل، ولعله كان من ثمرات تلك الحركة العلمية المزدهرة مؤلفٌ خاصٌّ في المعاني للحسين بن الفضل.
• ... من المعلوم أن الحسين بن الفضل عاصر علماءً أفذاذاً كباراً في اللغة، وغيرها، مما كان له الأثر البالغ في بلوغه شأواً عظيماً في العلم.
• يتضح وبجلاء أنه أبحر في علم المعاني إلى حدٍّ أصبح فيه كالملهم، وتجد هذا في ثناء الأئمة عليه.
• ... مما جعل لتفسيره مكانة رفيعة يُحتاج إلى فهمها، إلا أنه وللأسف لم يصل كاملاً. ويبقى أن الله كتب على البشر النقص مهما بلغوا من المكانة والرفعة في العلم.
فالحسين ـ رحمه الله ـ والذي كانت عنايته باللغة لها النصيب الأكبر في ـ تفسيراته السابقة ـ قد يتوسع بالتفسير فيها وبأساليبها مما كان له الأثر الواضح في تحميل بعض آيات الله ما لا تحتمل، وتكليفها ما معناها غنيٌّ عنه، كإضمار محذوف، أو تقديم مؤخر أو العكس، وأهم من ذلك عدم التزامه بالمعتقد الصحيح لأهل السنة في بعض تفسيراته لبعض الآيات التي تمس العقيدة، وغير ذلك من التفسيرات الغريبة.
• وُجد عنده فيما وصلنا شيء من التفسير بالمأثور، ولو أنه ذكر حديثاً قد يكون لا يصح عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وآخر لم يثبت رفعه إليه عليه الصلاة والسلام.
• لا يخفى على المطلع على أقواله ندرة استشهاده بأقوال الصحابة والتابعين.
• على حسب اطلاعي رأيت أن أول ناقل عنه هو الثعلبي وكأنه ينقل عن كتبه.
• أكثر بعضُ المفسرين كالثعلبي والبغوي والقرطبي وغيرهم من نقل أقواله في كتبهم إلا أنني لم أجد تلك العناية اللائقة بخدمة تفسيرات الحسين من قبَل كثير من العلماء.