رجال أحمد رجال الصحيح". (١)
وقد سئل النووي عن الحديث: " هل هو صحيح، ومن رواه من أصحاب الكتب وما اسم راويه الصحابي " فأجاب:
" هذا حديث ضعيف لا يجوز الاحتجاج به ". (٢)
وذكر الألباني الحديث وعلق عليه (٣) وقال: وفي هذين النقلين نظر، وبيَّنه ... رحمه الله (٤) .. ثم قال: " وخلاصة القول في هذا الحديث أنه صحيح بلا ريب على الأقل بمجموع طرقه؛ لأن أكثرها ليست شديدة الضعف، بل إنَّ بعضها صحيح لذاته عند البزار، وغيره عن ابن عمرو، فتضعيف النووي إياه مردود، وكذا إعلال ابن كثير لبعض طرقة في " التاريخ " (٥) " والتفسير " (٦) فإنه لم يقف على أكثر الطرق التي ذكرتها وبخاصة طريق البزار " (٧)
وعلى هذا يكون لآخر قول الحسين وجه صحيح - والله أعلم -.
يسنده ما ذكره كثير من المفسرين، ومن ذلك:
ما قاله الزمخشري: "وكان يحيى فائقاً لقومه وفائقاً للناس كلهم في أنه لم يركب سيئة قط ويالها من سيادة" (٨).
وقال الراغب: "والحَيَا المطر لأنه يُحيى الأرض بعد موتها، وإلى هذا أشار بقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} الأنبياء: ٣٠ وقوله تعالى: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى} مريم: ٧ فقد نبَّه أنه سماه بذلك من حيث إنه لم تمته الذنوب كما أماتت كثير من ولد آدم ـ عليه السلام ـ، لا أنه كان يعرف بذلك فقط فإن هذا قليل الفائدة" (٩).
(١) مجمع الزوائد ٨/ ٢٩.
(٢) الفتاوى المسماة بالمسائل المنثورة ص: ١٧٩.
(٣) ينظر: السلسلة الصحيحة ٦ (٢/ ١٢٠٦ - ١٢١٢).
(٤) ينظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة ٦ (٢/ ١٢٠٧)
(٥) ينظر: البداية والنهاية ٢/ ٤٠٤.
(٦) ذكر ابن كثير المروي في هذا المعنى ووصف الموقوف بأنه أصح إسناداً من المرفوع .. ينظر: تفسيره ١/ ٣٦١ و ٣/ ١١٣ - ١١٤
(٧) السلسلة الصحيحة ٦/ ٢/ ١٢١٢.
(٨) الكشاف ١/ ٣٦٠ وينظر: تفسير البيضاوي متن حاشية شيخ زاده ٣/ ٥٨
(٩) المفردات ص: ١٤٦.