وقال النسفي: ({قَالُوا يَاشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ} هود:٩١ أي: لا نفهم صحة ما تقول، وإلا فكيف لا يفهم كلامه وهو خطيب الأنبياء) (١).
وقال الشوكاني: (ولا نفقه ذلك، أي: نفهمه كما نفهم الأمور الحاضرة المشاهدة) (٢).
ولما لم يُفَصَّل هذا التفصيل ذكر بعض العلماء أجوبة عن عدم فهمهم لكلامه، مع أنه يخاطبهم بلسانهم.
ومنها: قولهم: إن المراد: ما نفهم كثيراً مما تقول؛ لأنهم كانوا لا يلقون إليه أفهامهم لشدة نفرتهم عن كلامه.
وقول بعضهم: إنهم فهموه بقلوبهم، ولكنهم ما أقاموا له وزناً فذكروا هذا الكلام على وجه الاستهانة، كما يقول الرجل لصاحبه إذ لم يعبأ بحديثه: ما أدري ما تقول.
وقال بعضهم: إن هذه الدلائل التي ذكرها ما أقنعتهم في صحة التوحيد والنبوة والبعث، وما يجب من ترك الظلم والسرقة فقولهم ما نفقه أي لم نعرف صحة الدلائل التي ذكرتها على صحة هذه المطالب (٣). والله تعالى أعلم.
قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (١١٤)} هود:١١٤.
٧٤/ ٤ - قال ابن عقيل: (نزلت في الرجل الذي سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن استمتاعه من المرأة الأجنبية بكل ما يستمتع به الرجل من زوجته إلا الجماع؛ فأنزل الله هذه الآية اهـ) (٤).
(١) تفسير النسفي ٢/ ٢٠٢.
(٢) فتح القدير ٢/ ٦٢٢.
(٣) ينظر: التفسير الكبير ١٨/ ٤٠، وينظر: الوجيز ١/ ٥٣١، روح المعاني ١٢/ ١٢٣.
(٤) الواضح ٥/ ٢٦.