وهذا هو ما عليه عامة أهل التفسير (١).
قال الطبري: (القول في تأويل قوله تعالى: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٨٣)} يوسف:٨٣.
قال أبو جعفر: في الكلام متروك، وهو: فرجع إخوة بنيامين إلى أبيهم، وتخلف روبيل فأخبروه خبره ... ) إلى أن قال: (وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل) (٢).
قال القرطبي: (وقال: بهم؛ لأنهم ثلاثة: يوسف، وأخوه، والمتخلف من أجل أخيه، وهو القائل: فلن أبرح الأرض) (٣).
وقال ابن كثير: (ثم ترَجَّى من الله أن يرد عليه أولاده الثلاثة: يوسف، وأخاه بنيامين، وروبيل الذي أقام بديار مصر ينتظر أمر الله فيه؛ إما أن يرضى عنه أبوه، فيأمره بالرجوع إليه، وإما أن يأخذ أخاه خفية، ولهذا قال: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا} يوسف:٨٣) (٤). والله أعلم.
قال تعالى: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (١٠١)} يوسف:١٠١.
(١) ينظر: تفسير البيضاوي ٣/ ٣٠٤، معالم التنزيل ٢/ ٣٧٢، زاد المسير ٤/ ٢٠٧، تفسير النسفي ٢/ ٢٣٤، فتح القدير ٣/ ٥٨، تفسير السعدي ٤/ ٥١.
(٢) جامع البيان ١٣/ ٢٩٢، وأخرج بسنده عن قتادة: أنه أراد الثلاثة.
(٣) الجامع لأحكام القرآن ٩/ ٢٤٧.
(٤) تفسير ابن كثير ٤/ ١٨٥٤.