وعبر عنه بعضهم بقولهم: إن المراد من قول يوسف: الثبات على الإسلام والوفاة عليه (١). كما قال تعالى: {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)} آل عمران:١٠٢، أي: اثبتوا على هذا الدين حتى الممات (٢).
وهذا هو الأرجح كما قال ابن عطية عنه: (وهو الأقوى عندي) (٣).
وقال القرطبي: (وهذا هو القول المختار في تأويل الآية عند أهل التأويل) (٤).
٢ - أن هذا التمني من يوسف يجوز أن يكون عند الاحتضار، كما جاء عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عندما نزل به الموت: " اللهم في الرفيق الأعلى ثلاثاً " (٥).
٣ - وقيل إن المراد: وفاة الرفعة لا توفي الموت.
قال الراغب: (وقد قيل: توفي رفعة واختصاص لا توفي موت، كما قال الله تعالى: {يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} آل عمران:٥٥) (٦).
وقال في موضع آخر: (وقوله: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا} أي: اجعلني ممن استسلم لرضاك، ويجوز أن يكون معناه اجعلني سالماً عن أسر الشيطان) (٧).
(١) ينظر: تفسير السمعاني ٣/ ٦٨، تفسير السعدي ٤/ ٦٠.
(٢) ينظر: تفسير السمرقندي ١/ ٢٥٩، تفسير الواحدي ١/ ٢٢٥.
(٣) المحرر الوجيز ٢/ ٢٨٣.
(٤) التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ص ٦.
(٥) أخرجه البخاري في كتاب الدعوات باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اللهم الرفيق الأعلى " (٦٣٤٨)، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب في فضل عائشة (٢٤٤٤).
(٦) المفردات ص ٦٠٢.
(٧) المفردات ص ٢٧٠، وينظر: البرهان للزركشي ٢/ ٤٢٤.