قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (٦) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (٧)} فصلت:٦ - ٧.
١٢٤/ ١ - قال ابن عقيل: (فتواعدهم على الكفر وترك الزكاة وجحد البعث، ولا يتواعد إلا على فعل محظور أو ترك واجب، فكان الظاهر مقابلة الوعيد لجميع ما عدد من الجرائم اهـ) (١).
الدراسة:
في كلام ابن عقيل مسألتان:
المسألة الأولى:
استدل ابن عقيل بهذه الآية على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة؛ لأن الله توعدهم بالعذاب على الشرك وترك الزكاة وإنكار البعث، وتركُ الزكاة من فروع الشريعة.
وقد سبق الإشارة إلى خلاف العلماء في هذه المسألة عند قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩)} الفرقان:٦٨ - ٦٩ (٢).
قال السمعاني: (وقوله: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (٦) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}، أي: لا يرون الزكاة واجبة عليهم كما يراه المسلمون، ويقال معنى الإيتاء هو على ظاهره والكافر يعاقب في الآخرة بترك إيتاء الزكاة لأنهم مخاطبون بالشرائع، ذكره جماعة من أهل العلم) (٣).
وقال القرطبي: (وفيه دلالة على أن الكافر يعذب بكفره، مع منع وجوب الزكاة عليه) (٤).
المسألة الثانية:
(١) الواضح ٣/ ١٣٤.
(٢) ينظر: ص ٤١٩.
(٣) تفسير السمعاني ٥/ ٣٧.
(٤) الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ٣٤٠.