قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والمعتني بغريبه - يعني: تفسير القرآن - لا بد له من معرفة الحروف ... ) إلى أن قال: (ومنه: معرفة ما وضع له الضمير، وما يعود عليه) (١).
وقد أكثر ابن عقيل من هذا - كما سيأتي - مما يدل على تضلعه في اللغة ومعرفته لما دق من المعاني.
ومن الأمثلة المستنبطة من كلام ابن عقيل ما يلي:
- قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (٨٧)} يونس:٨٧.
قال ابن عقيل: (قبلة: جهة للطاعات ومستقبلاً لله سبحانه في العبادات) (٢).
- قوله تعالى: {قَالُوا يَاشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ} هود:٩١.
قال ابن عقيل: (أي: لا نفهم) (٣).
- قوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ} النحل:٩.
قال ابن عقيل: (الجور: هو الميل عن الحق، وتقول العرب: جار السهم، إذا مال) (٤).
- قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} الكهف:٥٠.
قال ابن عقيل: (يعني: خرج؛ فهذا حد الفسق أصلاً في اللغة اهـ) (٥).
- قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} الإسراء:٧٩.
قال ابن عقيل: (زيادة في عملك، وهي في الشرع: ما في فعله ثواب، ولا يلام تاركه، وقيل: ما رُغِّب فيه مما لا يقبح تركه اهـ) (٦).
(١) مقدمة التفسير مع الحاشية ص ١٤٣.
(٢) الفنون ١/ ٢٨٣.
(٣) الواضح ١/ ٧.
(٤) الواضح ١/ ١٥٠.
(٥) الواضح ١/ ١٤٨.
(٦) الواضح ١/ ١٣٢.