- الرد على هذا الاستدلال: هذا الاستدلال اجتهادي من الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه. وهو استدلال لا ينهض إلى مستوى القول الثابت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - والناص على أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر.
- القول الثالث: أن المراد بالصلاة الوسطى: صلاة العصر.
- وهذا قول: أكثر العلماء من الصحابة والتابعين.
وإليه ذهب: أبو حنيفة في رواية عنه - وأحمد - ومعظم الشافعية. (١)
وسميت وسطى: لأنها وسط بين صلاة نهارية وهي الظهر، وصلاة ليلية وهي المغرب.
ولأنها وسط بين صلاتين بالليل وصلاتين بالنهار. (٢) على القول بأن النهار يبدأ من وقت طلوع الفجر وهو قول أكثر العلماء.
- ومن أدلة هذا القول:
١ - ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (كنت ظننت أنها صلاة الفجر حتى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم الخندق وقد شغلوه عن صلاة العصر: (شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً)، ثم صلاها بين العشاءين بين المغرب والعشاء). (٣)
٢ - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (صلاة الوسطى صلاة العصر) قال الترمذي: هذا حديث صحيح. (٤)
(١) انظر: عارضة الأحوذي (١/ ٢٩٤) - وبذل المجهود (٣/ ١٩٨).
(٢) تفسير الرازي (٦/ ١٥١).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب: التفسير - باب: تفسير الآية (٢٣٨) من سورة البقرة (حـ ٤٢٥٩ - ٤/ ١٦٤٨)
ومسلم في صحيحه - كتاب: المساجد - باب: الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر (حـ ١٤٢١ - ٥/ ١٢٩).
(٤) أخرجه الترمذي في سننه - كتاب: الصلاة - باب: ما جاء في صلاة الوسطى أنها العصر ((حـ ١٨١ - ١/ ٢٩٣)
والإمام أحمد في مسنده (٥/ ١٢٩).