الدراسة
الترجيح: والراجح هو أن كلاً القراءتين صواب، لأنهما قراءتان متواترتان، ولأنهما بمعنى واحد، وإن اختلف لفظهما، فبأيهما قرأ القارئ فقد أصاب. (١)
قال ابن خالويه: والأمر بينهما قريب، لأن من تبين فقد تثبت، ومن تثبت فقد تبين. أهـ. (٢)
وقال ابن عطية: وهو الصحيح، لأن تبين الرجل لا يقتضي أن الشيء بان له، بل يقتضي محاولة اليقين، كما أن التثبت يقتضي محاولة اليقين، فهما سواء. أهـ. (٣)
وبهذا يتبين صحة ما قاله الإمام الطحاوي في القراءات الواردة في الآية. والله تعالى أعلم.
قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (٩٥)} النساء:٩٥.
قال أبو جعفر الطحاوي: عن عبد الكريم (٤) أن مقسماً مولى عبد الله بن الحارث يحدث عن ابن عباس أنه سمعه يقول: لا يستوي القاعدون من المؤمنين عن بدر والخارجون إلى بدر، قال: لما نزل غزو بدر، قال عبدُ بن جحش الأسدي أبو أحمد (٥)
(١) تفسير الطبري (٤/ ٢٢٧).
(٢) الحجة في القراءات السبع لابن خالويه (١٢٦).
(٣) تفسير ابن عطية (٤/ ٢١٧).
(٤) عبد الكريم هو: أبو سعيد عبد الكريم بن مالك الجزري الحراني، مولى عثمان بن عفان، وثقة ابن معين وغيره، وكانت وفاته سنة (١٢٧ هـ)
(تهذيب الكمال -٤/ ٥٤١).
(٥) أبو أحمد هو: عبدُ بن جحش الأسدي، كان من السابقين إلى الإسلام، ومن أوائل المهاجرين إلى المدينة، وكانت وفاته سنة (٢٠ هـ)
(أسد الغابة -٦/ ٧).