القول الثالث: أن المراد بالمماثلة هو: أن هذه المخلوقات مخلوقة بحيث يشبه بعضها بعضاً، ويأنس بعضها ببعض، ويفهم بعضها عن بعض، ويتوالد بعضها من بعض، وكذا حال بني آدم.
- وهذا قول: ابن عباس - رضي الله عنه.
القول الرابع: أن المراد بالمماثلة هو: أن الله جل وعلا يخلق هذه المخلوقات كما يخلق بني آدم، ويميتها كما يميتهم، ويبعثها كما يبعثهم.
- وهذا قول: الزجاج. (١)
القول الخامس: أن المراد بالمماثلة هو: المماثلة في الطباع والأخلاق.
فإنه ما من صنف من الدواب والطير إلا وفي الناس شبه منه، فمنهم من يعدو كالأسد، ومنهم من يَشْره كالخنزير، ومنهم من يعوي كالكلب، ومنهم من يزهو كالطاووس، فهذا معنى المماثلة.
- وهذا قول: سفيان بن عيينة - وأبي سليمان الخطابي. (٢)
القول السادس: أن المراد بالمماثلة هو: أن هذه المخلوقات تعرف الله جل وعلا، فهي توحده وتعبده كحال من عرف الله من بني آدم.
- وهذا قول: ابن عباس - رضي الله عنه - وعطاء - وأبي عبيدة - وخلف - ومكي بن أبي طالب.
واحتج أصحاب هذا القول: بقوله جل وعلا: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} الإسراء:٤٤.
وبقوله جل وعلا: {كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} النور:٤١.
القول السابع: أن المراد بالمماثلة هو: أن هذه المخلوقات تحشر وتحاسب على أعمالها، ويقتص لبعضها من بعض، كما يفعل ببني آدم. (٣)
- وهذا قول: الزجاج. (٤)
(١) انظر: تفسير ابن الجوزي (٣/ ٢٦) - وتفسير الرازي (١٢/ ٢١٣).
(٢) العزلة للخطابي (١٥٩).
(٣) انظر: تفسير ابن عطية (٦/ ٤٧) - وتفسير ابن الجوزي (٣/ ٢٦) - وتفسير الرازي (١٢/ ٢١٣).
(٤) معاني القرآن للزجاج (٢/ ٢٤٥).