قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٠٠)} التوبة:١٠٠
قال أبو جعفر الطحاوي: فأخبر عز وجل أن السابقين الذين ذكرهم في هذه الآية هم: (المهاجرون)، وكان معقولاً أنه أراد بذلك: من هاجر إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - من الدار التي كان فيها من دور الكفر من مكة وممن سواها إلى دار الهجرة وهي المدينة.
وكان معقولاً أن (الأنصار) الذين ذكرهم فيها هم: الذين قدم عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان منهم في أمره ما كان منهم فيه من الإيمان به، والتصديق له، والبَذْلَةِ منهم أنفسهم وأموالهم له حتى فتح الله عز وجل بهم أعظم الدور التي كان فيها الكفار به، والراغبون عنه، والمقاتلون له.
وكان معقولاً أن (الذين اتبعوهم بإحسان) هم: الذين دخلوا في الإسلام بعد ذلك، وبعد أن صارت مكة دار إسلام.
(شرح مشكل الآثار-٧/ ٥١)
الدراسة
.. بين الإمام الطحاوي المراد بكل من: {الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} التوبة:١٠٠. وإليك بيان أقوال المفسرين في المراد بذلك:-
القول الأول: أن المهاجرين هم: الذي هاجروا من أوطانهم وقدموا إلى المدينة المنورة مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
والأنصار هم: أهل المدينة المنورة الذين أنزلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرين في دورهم، ونصروهم على أعدائهم. (١)
القول الثاني: أن المهاجرين هم: الذين آمنوا بمكة قبل هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - عنهم.
(١) تفسير السمعاني (٢/ ٣٤٢).