ووجدنا بعض من يحتج لمن قرأها (مالِكِ) يحتج بقول الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} آل عمران:٢٦. وكان أولى ما قرأت عليه عندنا - والله أعلم- أن يرجع فيما سمى الله عز وجل به نفسه إلى ما سمى الله به نفسه، فقد سمى الله نفسه في كتابه بما قد تلوناه في: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} الناس:١. وبما ذكره في سورة الحشر من قوله: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} الحشر:٢٣. وبما ذكره في سورة الجمعة في قوله {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ} الجمعة:١، فكان ما سمى به نفسه مما قد تلوناه في هذه الآيات أولى ما رد إليه الحرف المختلف فيه الذي قد ذكرناه من (مالكِ) ومن (ملِكٍ) إلى (مَلِكِ) لا إلى (مالكٍ)، وبالله التوفيق.
(شرح مشكل الآثار - ١٤/ ٥ - ٢٤)
الدراسة
بين الإمام الطحاوي عند قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} الفاتحة:٤. قراءة (مالِك) و (مَلِكِ) الواردة في الآية، مع ذكر من قرأبهما، وبعض أوجه ترجيح كلاً من القراءتين، وموافقته لمن رجح قراءة (مَلِكِ يوم الدين):
وإليك أولاً: بيان القراءات الواردة في الآية:
القراءة الأولى: (مَلِكِ): بفتح الميم، وكسر اللام والكاف.
- وهي قراءة: ابن عباس - وابن عمر - وأبي الدرداء - رضي الله عنهم.
وقراءة: نافع - وابن كثير - وأبي عمرو - وابن عامر - وحمزة. (١)
القراءة الثانية: (مَالِكِ): بفتح الميم، وزيادة ألف بعد الميم، وكسر اللام والكاف.
- وهي قراءة: أبي بكر - وعمر - وعثمان - وعلي - وأبن مسعود - وأبي بن كعب.
(١) انظر: الإملاء للعكبري: (١/ ٣). - والتيسير لأبي عمرو (١٨). والحجة لابن خالوية (٦٢) -
والسبعة لابن مجاهد (١٠٤)
وتفسير الطبري (١/ ١٤٧) - وتفسير الزمخشري (١/ ١١٥).