لا حصول على طاعة إلا بتوفيق من الله.
قال تعالى: {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} هود ٨٨
• قال السمعاني - رحمه الله -: وقوله: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ} دليل على أن الطاعة لا يؤتى بها إلا بتوفيق الله، والتوفيق من الله: هو التسهيل والتيسير والمعونة ". (١)
الدراسة:
استنبط السمعاني رحمه الله من قرنه سبحانه للإصلاح على لسان نبيه شعيب بعد توفيق الله، أنه لا يستطيع أحد أن يوفق لطاعة إلا بعد توفيق الله وإعانته وتيسيره له بأن ييسر له فعل الطاعة والكف عن المعصية وأنه ليس للإنسان حول ولا قوة بدون عون الله وتوفيقه.
وممن ذكر هذا من المفسرين: النسفي، ومحمد رشيد رضا، وابن عاشور. (٢)
واستنبط السعدي استنباطا إيمانيا آخر، بأن في ذكر شعيب عليه السلام توفيق الله لعمل الإصلاح وغيره دون الاعتماد على حول العبد وقوته أن في ذلك دفع للنفس من تزكيتها قال رحمه الله: " ولما كان هذا فيه نوع تزكية للنفس، دفع هذا بقوله: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ} أي: وما يحصل لي من التوفيق لفعل الخير، والانفكاك
= ووصف أم سيدنا موسى بأنها أهل بيت " ربة بيت " قوله تعالى: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (١٢) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ} والمعنى هل أدلكم على امرأة متزوجة ترضعه. ووصف زوجة سيدنا موسى بأنها أهله {إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ}، ووصف أمهات المؤمنين بأنهن أهل سيدنا محمد في قوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. وأيضا " ما أثر أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج فانطلق إلى حجرة عائشة فقال السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله فقالت وعليك السلام ورحمة الله كيف وجدت أهلك بارك الله لك فتقرى حجر نسائه كلهن يقول لهن كما يقول لعائشة ويقلن له كما قالت عائشة ". للاستزادة انظر: لسان العرب (١١/ ٢٨)، والقاموس المحيط (١/ ١٢٤٥)، وجلاء الأفهام (١/ ٢١١)، وعقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة لناصر الشيخ (١/ ٣٢٧).
(١) تفسير السمعاني (٢/ ٤٥٢).
(٢) انظر: مدارك التنزيل (٢/ ٤٠)، وتفسير المنار (١٢/ ١٢٠)، والتحرير والتنوير (١١/ ٣١٦).