أكان ذلك مما له علاقة بالتفسير أم لا، وقد كانت إشاراته عابرة وينسب في بعضها إلى من سبقه من أهل الأصول، وذلك من حسن أدبه، وأمانته العلمية.
ومن الأمثلة على ذلك:
- ما ذكره عند تفسيره لقوله تعالى: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} البقرة ٢٨٦.
قال السمعاني - رحمه الله -: " في هذا دليل على أن الله تعالى يجوز أن يحمل العباد ما لا يطيقونه". (١)
- ما ذكره عند تفسيره لقوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} النساء ١١٥.
قال السمعاني - رحمه الله -: " واستدل بهذه الآية على أن الإجماع حجة ". (٢)
- ما ذكره عند تفسيره لقوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} التوبة ١٢٢.
قال السمعاني - رحمه الله -: " واستدل أهل الأصول بهذه على وجوب قبول خبر الواحد ". (٣)
(١) انظر: تفسير السمعاني (١/ ٢٨٩)، والاستنباط رقم (٢٧).
(٢) انظر: تفسير السمعاني (١/ ٤٧٩)، والاستنباط رقم (٣٧).
(٣) انظر: تفسير السمعاني (٢/ ٣٦٠)، والاستنباط رقم (٦٠).