أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيراً له» (١)
وكل خير يتفضل به الله على عبد من عباده هو اختبار له ليظهر شكره، ورعايته للنعم فيما يرضيه سبحانه، فإن شَكر فاز وأفلح واستحق المزيد.
فكانت دلالة هذه الآية تنبيه للمسلم أن يحذر ويستشعر هذا الابتلاء والاختبار في سرائه وضرائه، والله تعالى أعلم.
الخلف في خبر الله تعالى محال.
قال الله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}
قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (قوله تعالى {فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ} جواب شرط مقدر أي: إن اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده، وفيه دليل على أن الخلف في خبر الله تعالى محال). (٢)
وجه الاستنباط:
أن قوله تعالى: {فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ} يدل على أنه سبحانه وتعالى منزه عن الكذب، وعده ووعيده؛ لأن الكذب صفة نقص، والنقص على الله محال. (٣)
(١) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزهد والرقائق، باب المؤمن أمره كله خير، برقم (٢٩٩٩)، (٤/ ٢٢٩٥).
(٢) السراج المنير (١/ ٨٣).
(٣) ينظر: التفسير الكبير للرازي (٣/ ٥٦٧)