الفائدة الثانية: الزيادة في المعنى.
ووجه ذلك: أنه خولف بين الجملتين تفنناً في الأسلوب، وزيادة للفائدة بذِكر التكذيب هنا بعد ذِكر الكفر هناك، وهما سببان للأخذ والإهلاك. (١)
وممن نصَّ على هذه الفائدة من المفسرين: الزمخشري، والرازي، والبيضاوي، والنسفي، والخازن، وأبو حيان، وابن عاشور، وغيرهم. (٢)
وهذه الفائدة قريبة محتملة، لكنها ليست ظاهرة كظهور غيرها من الفوائد.
الفائدة الثالثة: التأكيد.
ووجه ذلك: كون التكرير لتقرير النِّعم وتأكيد التذكير بها.
قال ابن قتيبة: (من مذاهب العرب التكرار للتوكيد والإفهام، كما أن من مذاهبهم الاختصار للتخفيف والإيجاز). (٣)
فقوله سبحانه: {كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} تفسير لدَأبهم الذي فعلوه من تغييرهم لحالهم، وأُشير بلفظ الرب إلى أن ذلك التغيير كان بكفران نعمه تعالى، لما فيه من الدلالة على أنه مُربيهم والمنعم عليهم، وقوله سبحانه: {فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ} تفسير لدأبهم الذي فَعَل بهم من تغييره تعالى ما بهم من نعمته سبحانه. (٤)
(١) ينظر: التحرير والتنوير (١٠/ ٤٦)
(٢) ينظر: الكشاف (٢/ ٢٣٠)، والتفسير الكبير (١٥/ ٤٩٦)، وأنوار التنزيل (٣/ ٦٤)، ومدارك التنزيل (١/ ٦٥٢)، ولباب التأويل (٢/ ٣٢٠)، والبحر المحيط (٥/ ٣٣٨)، والتحرير والتنوير (١٠/ ٤٦).
(٣) نقله عنه ابن الجوزي في زاد المسير (٤/ ٢٠٨)، وينظر: الهداية الى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب (٤/ ٢٤٦٣).
(٤) ينظر: روح المعاني (٥/ ٢١٦)