ومن الأمثلة على استنباطاته في علوم القرآن
أولاً: في مناسبات الألفاظ:
- عند قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} الفاتحة: ٤
قال الخطيب - رحمه الله -: (ويوم الدين: يوم الجزاء، ومنه قولهم: كما تدين تدان، وهو يوم القيامة، وخُص بالذكر: لأنه لا ملك ظاهر فيه لأحد إلا لله تعالى {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}) غافر: ١٦. (١)
ثانياً: في أسرار التقديم والتأخير في القرآن.
- عند قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} الفاتحة: ٥
قال الخطيب - رحمه الله -: (فإن قيل: لم قدّمت العبادة على الاستعانة، أجيب: لتتوافق رؤوس الآي، وليعلم منه أن تقديم الوسيلة على طلب الحاجة أدعى إلى الإجابة، وأيضاً لما نسب المتكلم العبادة إلى نفسه أوهم ذلك فرحاً واعترافاً منه بما يصدر عنه فعقبه بقوله: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ليدل على أنّ العبادة أيضاً مما لا تتم ولا تتيسر له إلا بمعونة منه تعالى وتوفيق). (٢)
ثالثاً: في فوائد التكرار في القرآن الكريم:
- عند قوله تعالى: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ} الأنفال: ٥٤
قال الخطيب - رحمه الله -: فإن قيل: ما فائدة تكرير هذه الآية مرّة ثانية؟
(١) السراج المنير (١/ ١٠)، و (٢/ ٢٥٤)
(٢) السراج المنير (١/ ١٠)