فضل قيام الليل على النهار.
قال الله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} الزمر: ٩.
قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (في هذه الآية دلالة على أن قيام الليل أفضل من قيام النهار.) (١)
الدراسة:
استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على أن قيام الليل أفضل من قيام النهار؛ لأنه تعالى نصَّ على ذكر الليل دون النهار، ففيه إشارة إلى أفضليته وميزته.
وممن استنبط هذه الدلالة من الآية: الرازي، والخازن، وأبو حيان، وابن عادل، والنيسابوري، وغيرهم. (٢)
قال أبوحيان: (في الآية دليل على فضل قيام الليل، وأنه أرجح من قيام النهار). (٣)
وحكى الرازي بعد تنبيهه على أفضلية قيام الليل على قيام النهار تأكيده من وجوه أربعة فقال: (ويؤكده وجوه:
الأول: أن عبادة الليل أستر عن العيون فتكون أبعد عن الرياء.
(١) السراج المنير (٣/ ٥٢٤)
(٢) ينظر: التفسير الكبير (٢٦/ ٤٢٨)، ولباب التأويل (٤/ ٥٢)، والبحر المحيط (٩/ ١٨٩)، واللباب في علوم الكتاب (١٩/ ٤٦٣)، وغرائب القرآن (٥/ ٦١٦).
(٣) البحر المحيط (٩/ ١٨٩).