المغايرة بين العمل الصالح والإيمان.
قال الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ} الجاثية: ٣٠.
قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (وصفُهم بالعمل الصالح بعد وصفِهم بالإيمان يدل على أن العمل الصالح مغاير للإيمان زائد عليه). (١)
أنه عطف العمل الصالح على الإيمان، والعطف يقتضي التغاير، فدلَّ على أن الإيمان غير الأعمال. (٢)
استنبط الخطيب - رحمه الله - من الآية دلالتها بالاقتران على أن العمل الصالح مغاير للإيمان زائد عليه؛ لأنه عطف العمل على الإيمان فدلَّ على أنّ الصالحات خارجة عن مسمى الإيمان إذ الأصل أنّ الشيء لا يعطف على نفسه ولا على ما هو داخل فيه.
وممن استنبط المغايرة بين العمل والإيمان من موضع هذه الآية: الرازي، وابن عادل، وغيرهما. (٣)
(١) السراج المنير (٣/ ٧٠٨)
(٢) الإشارات الإلهية للطوفي (١/ ٣٦٨)
(٣) التفسير الكبير (٢٧/ ٦٨١): اللباب في علوم الكتاب (١٧/ ٣٧١).