وقال السمين: "في المستثنى منه أربعةُ أقوال، أظهرُها: أنه لفظ {خَائِنَةٍ}، وهم الأشخاصُ المذكورون في الجملة قبله، أي: لا تزالُ تطَّلع على مَن يخون منهم إلا القليلَ، فإنه لا يخون فلا تطَّلِعُ عليه". اهـ (١)
٤ - أنَّ الاستثناء في الأفعال، أي: لا تزال تطَّلع على فِعْل الخيانة إلا فعلاً قليلاً.
ذكره ابنُ عطية وجهًا محتملاً (٢)، وضعفه السمين الحلبي.
قال السمين: " يُبْعِدُ ما قاله ابنُ عطية قولُه بعدَه {مِنْهُمْ} ". اهـ (٣)
يعني أنّ قوله: {مِنْهُمْ} يظهر منه أنّ الاستثناء في الأشخاص لا الأفعال.
ويضعف هذا القول أيضًا أنّ الراجح في المراد بقوله: {خَائِنَةٍ}: جماعة خائنة.
قال الطبري: "وذلك أن الخبر ابتُدِئ به عن جماعتهم فقيل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ} المائدة: ١١، ثم قيل: {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ}، فإذ كان الابتداء عن الجماعة، فالختْمُ بالجماعة أولى". اهـ (٤)
٥ - أنَّ الاستثناء من {قُلُوبَهُمْ} في قوله: {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}.
ذكره بعض العلماء وضعّفوه (٥).
(١) الدر المصون (٤: ٢٢٥).
(٢) ينظر: المحرر الوجيز (٢: ١٧٠).
(٣) الدر المصون (٤: ٢٢٥).
(٤) تفسير الطبري (١٠: ١٣٣).
(٥) ينظر: تفسير أبي حيان (٤: ٢٠٦)، الدر المصون (٤: ٢٢٥)، تفسير المظهري (٣: ٦٧).