النصب على الظرفية
قال سيبويه في الظروف: قال ابن هرمة:
(أَنَصْبٌ للمنيّةِ تعتريهْم ... رجالي أَم هُمُ دَرَجَ السُّيولِ)
ولو كانت تُغاوِرُهُم لضَجَّتْ ... وأَجْلَتْ عن فوارسَ غيرِ مِيلِ
ولكن المنّيةَ حبلُ قَدْرٍ ... تَعَلَّقُ بالعزيز وبالذليلِ
الشاهد في نصبه (درج السيول) على الظرف. يبكي على من هلك من قومه ويقول: اجعلتهم المنية غرضا لها ترميم! والنصب: ما نصبته لترميه، وتعتريهم: تأتيهم، و (رجالي) مبتدأ و (نصب) خبره، والضمير في (تعتريهم) يعود إلى (رجال) وإنما جاز أن يقدم الضمير على الظاهر؛ لأن تقدير الكلام - إذا تكلم به على أصله ورجع كل شيء إلى الموضع الذي يجب له في الأصل - أن يكون (رجالي) في أول الكلام لأنه مبتدأ. ودرج السيول: المواضع التي تمر عليها
السيول، فتنزل من موضع إلى موضع حتى تستقر.
يقول: أقومي كانوا غرضا للمنية فأهلكتهم، أو جاءهم سيل فذهب بهم! ولو كانت المنية تقاتلهم لتركتهم وانصرفت. وأجلت: انكشفت، والميل: جمع أميل وهو الذي لا سيف معه، وقيل: هو الذي يميل على ظهر فرسه.
في البدل
قال سيبويه في البدل: قال حبر بن عبد الرحمن:
تربَّعَتْ بَلْوَى إلى رَهائِها
حتى إذا ما طارَ من عِفائِها
وصارَ كالرَّيْطِ على إقْرائِها
تَتْبَعُ صاتَ الهَدْرِ من أثنائها